أسباب السعادة في القرآن الكريم 4 مفاتيح للسعادة


المقدمة

أسباب السعادة في القرآن الكريم من الأمور التي يبحث عنها الكثيرون للأخذ بها لبلوغ تلك الغاية الغالية، فمن منا لا يريد أن يحيا سعيدا في الدارين ، الدنيا والآخرة، وليس أروع من معرفة أسباب السعادة في القرآن الكريم  ومفاتيح السعادة في القرآن والسنة النبوية الشريفة، وفي السطور التالية، نتناول بالتفصيل أهم ما يتعلق بالسعادة والسعداء في القرآن الكريم.

أسباب السعادة في القرآن الكريم

القرآن الكريم هو الكتاب والمنهج الذي وضعه الخالق عز وجل  لهداية الإنسان إلى الحياة السعيدة في الدنيا، ولينال النعيم الأبدي في الآخرة، وقبل التعرف على  أسباب السعادة في القرآن الكريم، لابد من معرفة ما تعنيه تلك الكلمة المحببة إلى النفوس والتي يسعى الجميع لتحقيقها.

ويختلف مفهوم  السعادة من شخص لآخر ولا يمكن تعريفها بصورة محددة  دقيقة، ولكن يمكن القول بأنها حالة نفسية تجمع بين راحة الروح وسكينتها ولذة الجسد، وأنها ربما تتوقف على مقدار ما يتمتع به المرء من التصالح مع نفسه والرضا عن واقعه.

| اقرأ أيضا: حبوب السعادة بين الوهم والحقيقة .. كلام مفيد جدا

أسباب السعادة في القرآن الكريم 5
أسباب السعادة في القرآن الكريم 6

أما عن أسباب السعادة في القرآن الكريم، أبرزها ما يلي:

  • الإيمان بالله وحده لا شريك له، مقرونا بالعمل الصالح، وقال تعالى في كتابه الحكيم:  مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) النحل.
  • اتباع المنهج الرباني، وسبل الهداية  كما ود في قول رب العزة: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى. فالمؤمن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة إذا سار على منهج ربه.
  •  الصبر والتسبيح بحمد لله تعالى كما جاء في الآية 130 من سورة طه: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ}.  فلابد أن يكون لكل منا ورد للتسبيح بحمد الله في الأوقات الواردة بالآية.
  • المداومة على تلاوة  الكريم القرآن يبعد الإنسان عن كل شقاء، لأنه يزيل الهم ويبعث في النفس الطمأنينة، كيف لا وهو كلام الله ، ومن يقرأه أو يستمع إليه كأنه في حضرة المولى عز وجل. 

قال الله تعالى: {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ} [طه:2]، كما قال عز وجل في نفس السورة قال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه:124].

| اقرأ أيضا: الصدقة بالملابس: 5 فوائد تفتح لك أبواب الجنة

من مفاتيح السعادة في القرآن؟

ولو انتقلنا من أسباب السعادة في القرآن الكريم، إلى مفاتيح تلك السعادة، نجدها مذكورة بوضوح في الآيات التي توضح كيفية الوصول للسعادة والراحة النفسية، ومنها:

  • اولا:  اليقين في أن الله معك وهو المدبر لكل الأمور، وأنه يريد لك السعادة، وسيكتبها لك ما دمت تأتمر بأوامره وتنتهي عما نهاك عنه، سعيد، فالله معنا وقد قال تعالى عز وجل: “إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا” الآية 40 سورة التوبة.
  • ثانيا: الرضا، هو عين السعادة وأعلى درجاتها ن فليس اجمل من ان يرضى كل إنسان بما آتاه الله ، وقد ذكر الله تعالى ذلك في حديثه لرسوله صلى الله عليه وسلم في سورة الضحى، إذ قال عز من قال: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ} [الضحى:5].
  • ثالثا: الصبر والاحتساب والثقة في أن كل ما يأتي من الله خير، 
  • رابعا: الإعراض عن الجاهلين، لما له من أثر إيجابي عميق يرفع من الروح المعنوية ويزيد الشعور بالراحة النفسية،  وقد ورد ذلك في قوله تعالى: . 2 {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف: 199].
أسباب السعادة في القرآن الكريم 8
ماذا قال الله عن السعادة؟

ماذا قال الله عن السعادة؟

ما زلنا مع أسباب السعادة في القرآن الكريم ، وفي هذا السياق، دعونا نعرف ماذا قال الله عن السعادة؟ إذ أكد القرآن الكريم في أكثر من موضع أن السعادة الحقيقية تتمثل في رضا الله تعالى عن العبد وبلوغه الجنة ،

كما جاء في سورة هود : 

“يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ” الآية (105) سورة هود.

وأيضا: “وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ” (هود:108).

| اقرأ أيضا: مقدار زكاة الفطر: صاع من تمر وصاع من شعير

من هو السعيد في القرآن؟

السعيد في القرآن الكريم هو ذلك المسلم الذي يعمل الصالحات ويتمسك بشرع الله عز وجل، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ)، النحل 97.

ولا شك أن الدنيا مزرعة الآخرة، والسعادة في الدنيا بفعل الطاعات وأخذ أسباب السعادة في القرآن الكريم التي تحدثنا عنها، تأخذنا حتما إلى سعادة الآخرة.

| اقرأ أيضا: ماذا يحدث قبل يوم القيامة بيوم: علامات الساعة الكبرى!

السعادة في القرآن والسنة النبوية

أوضح الله تعالى أسباب السعادة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في آيات محكمات في سورة الشرح عندما قال عز وجل لنبيه سيد الخلق عليه الصلاة والسلام:   (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ)،[، فكأن خطوات السعادة هي:

  • شرح الصد وملأه طمأنينة وسكينة؛.
  • غفران الآثام والسيئات التي تثقل كاهل الإنسان وتؤرقه، والإعانة على فعل الطاعات والعبادات .
  • ثم تكون الثمرة الرائعة التي اختص بها المولى نبيه وهي رفع الذكر وتبليغ الرسالة، وهو ما أمرنا به نحن المسلمون إذ أننا مكلفين بنقل وتبليغ سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم.
أسباب السعادة في القرآن الكريم 14
مفاتيح السعادة في الإسلام

مفاتيح السعادة في الإسلام

وفي معرض حديثنا عن أسباب السعادة في القرآن الكريم ، لا يفوتنا توضيح أهم مفاتيح السعادة في الإسلام ، وعلى رأسها:

ذكر الله تعالى، وهو أهم مفاتيح السكينة و والطمأنينة، وقد قال تعالى في ذلك: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

  • الدعاء لله تعالى، وهو مفتاح التوفيق وايسر طرق تحقيق السعادة ، وهو من أسهل العبادات حيث يثاب العبد عليه، والمسلم مأمور بالدعاء وموعود بالإجابة، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].
  • الحرص على سلامة القلب و التخلص من آفاته، فلابد من العناية بتطهير القلب من أمراض القلوب دوماً ليستقيم.
  • الصحبة الصالحة، وهي مفتاح الفلاح وضمان استمرار السعادة، وقد حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على مرافقة الجليس الصالح فقال:”مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة” أخرجه البخاري.
  • محاسبة النفس أولا بأول لتقويمها ونقلها من المعصية إلى الطاعة حتى تبلغ منزلة الاستقامة ليكون المرء من السعداء، قال تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30].
  •  التوكل على الله، وهو مفتاح النجاح والراحة النفسية، مع ضرورة الأخذ بالأسباب وبذل الوسع في كل أمر، دون الغخلال بمبدا التوكل وأن الأمر كله لله والتوفيق من عنده، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]

| اقرأيضا: الحمد لله: تعرف على آيات الحمد في القرآن والسنة

السعادة في القرآن الكريم PDF

جاءت الآيات تلو الآيات في كتاب الله عز وجل توضح أسباب السعادة في القرآن الكريم، التي تتلخص في اتباع ما أمر الله به، والابتعاد عن نواهيه، وتطبيق شريعته  تعالى وهي مفاتيح السعادة الحقيقية التي لو اتبعها الإنسان، نال السعادة في الدارين بلا شك.

ومن أهم التوجيهات المرتبطة بسلوك الإنسان والتي تساهم في تحقيق سعادته، ضبط النفس عند الغضب، وعند الشهوة وحثها على التحكم في هواها وتطويعه ليكون تبعا لما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

آية السعادة في سورة الحديد

يرى بعض العلماء  أن آية السعادة هى التى ذكرها الله تعالى فى سورة الحديد، وهي  قوله سبحانه: «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فخور».

فالسعادة الحقيقية تكون بالقرب من الله سبحانه، والتحلي بالأخلاق التي يحبها الله ورسوله، وتجنب فعل المعاصي والذنوب، والسير في طريق الحق دون الباطل.

أسباب السعادة في القرآن الكريم 44
آية السعادة في سورة الحديد

مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة

إن أهم أسباب السعادة ومفاتيحها في الدنيا والآخرة هي طاعة الله عز وجل وامتِثال أوامرهِ، والبعدهِ عن نواهيه؛ وبذلك يقترب المرء من الله سُبحانه ويتعلّق قلبه به حتى يُصبح حب الله هو أهم أهدافه وأعظم ما يطمح له وعندما ينال ذلك الحب،  يجد حلاوته وهي السعادة الحقيقية، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ).

اقرأ أيضا: التجارة مع الله: تجارة الربح العظيم …. ربح البيع أبا يحيى

كم مرة ذكر لفظ السعادة في القرآن

ذكر لفظ السعادة في القرآن الكريم مرتين هما: 

  • الأولى في قوله تعالى:   ﴿ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ

وَسَعِيدٌ ﴾ هود 105، وقد أوضحت أن  موعد السعادة الحقيقية هو يوم القيامة

  • والثانية في قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ هود 108 ، وأكدت أن مكان السعادة هو الجنة،  رزقنا الله وإياكم السعادة في الدنيا والآخرة .
أسباب السعادة في القرآن الكريم 31
موضوع عن السعادة في القرآن

موضوع عن السعادة في القرآن

في الفقرة الأخيرة من مقالنا عن أسباب السعادة في القرآن الكريم والسنة النبوية، نتناول الأمر من جانب آخر، يمكن وصفه بالجانب التطبيقي للحصول على السعادة، وقد شرحه الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى  في قوله:  أن سعادة العبد لها ثلاثة مقومات، إذا أُنعم عليه شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر، ومن ذلك استنتج العلماء أسبابا كثيرة  للسعادة، منها:

  • الإيمان والعمل الصالح  وعلى رأسه الإحسان إلى الخلق بالقول والعمل .
  • تعلم  العلوم النافعة  وتعليمها الغير، والصبر على ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» [رواه مسلم] .
  • الإكثار من ذكر الله، لأنه كما قلنا يولد طمأنينة القلب، وزوال الهم.
  •  النظر إلى من هو دونك في النعم.
  •  نسيان ما مضى عليه من الأحزان، واستحضار موجبات السعادة
  • تنقية القلب والتوكل على الله، والوثوق به .

الخاتمة

وأخيرا، بعد أن عرضنا أهم المعلومات عن أسباب السعادة في القرآن الكريم، لا يفوتنا التذكير بأن سعادة المرء تنبع من داخله ومما غرسه في نفسه واجتهد في غرسه من صفات الرضا والامتنان للخالق في كل وقت ومن معرفته بغاية خلقه وهي عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وأن السعادة الحقيقية هي عيش الآخرة التي لا تتحقق إلا بنيل رضا الله تعالى بالامتثال الكامل لشرعه والاستسلام التام لقدره.

3 تعليقات على “أسباب السعادة في القرآن الكريم 4 مفاتيح للسعادة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *